الخميس، 3 ديسمبر 2015

(( ،،،، فقيد الكرسي ،،،، ))



:::: فقيد ( الكرسي ).. 
سيفقد ذاك الكرسي الذي طالماً جلس  عليه الفقيد معلماً للقرآن ومؤدباً ومربياً صنع  جيلاً ورفع مجداً سيفقده أبناؤه  ومن علمهم وتعلموا منه  العلم والأدب 
----❄️
كان حدثاً مؤثراً وحادثاً أليماً  يوم افتقد التعليم مدرساً كبيراً  ومعلما قديراً كان مشهدا شديداً وقعه على الطلاب حدثاء السن وهم يشاهدون معلمهم المحبوب والأب الحنون  يموت بين أيديهم وليس بأيديهم أن يسعفوه تغشتهم لحظة صمتٍ مهيب 
بل هو موقف شديد وأليم على المدرسة وعلى أهله وعلى كل من تابع  خبره ...
لقد تلقينا جميعاً صباح يوم الأحد الماضي ١٤٣٧/٢/١٧... 
خبر وفاة ( المعلم الأستاذ فهد الحجي ) أبو ماجد والذي تناقلته <  وسائل التقنية  >  عبر الهاشتاق  ( الوسم ) وأيضا من خلال المجلات الإكترونية  بما كتبوه عن مشهد وفاته رحمه الله وعن أحداث ومواقف التشييع  وكيف كانت وفاته داخل الفصل وهو يعلم القرآن ( على كرسي التعليم )) فالكل شارك وكتب وعبّر عبر وسم  ،، 
#وفاه_معلم_قران_داخل_الفصل
فكان لهذا الحدث بعض الدروس والعبر ....
فمنها ،،،،

()() من الدروس ،، 
أن الموت يأتي فجأة فلا بد من الإستعداد 
{ وما تدري نفس بأي أرض تموت ...}
()() من الدروس ،،
أهمية حسن الخاتمة
والتي نرجوها لأخينا فهد الحجي فنعم الحال ونعم العمل فنسأل الله أن يرزقنا حسن الختام 
()() من الدروس ،،
سرعة الموت وفُجَاءته
 { ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون  }
فقد أسرع بإرسال تلميذه لمديره  ليخبره فاتصل  به المديرُ وناداه بصوت خافت
إلّحق عليّ   فأسرع ومعه الوكيل وبعدهما دخل الأستاذ سعد مسرعاً ووصل الجميع  ولكن ملك الموت كان أسرع منهم  بل أمر الله أسرع  كلمح البصر أو هو أقرب ،،،
[]..[] من الدروس ،،
شعور الأم واهتمامها بولدها ولو كان  كبيراً ذو عيال فيبقى عندها صغيراً ترعاه بالإهتمام وتسأل عنه وقلبها معه حتى وهي بعيدة عنه  فإنها تفقده إذا تأخر عليها لذا كررت عليه الإتصال ٩ مرات متتاليات ومتتابعات ولم يستطع الرد عليها ولو قدر لرد عليها
  (( ليودعها ))  ولكنَّ الله غالب على أمره 
{ وجاءت سكرت الموت بالحق } 
  ،،،
[]..[] من الدروس ،،
ماعمله  المعلمون والطلاب  مع  الفقيد الحبيب الطيب ولو بأيديهم لدفعوا مايملكون ليبقى لهم ومعهم فنقلوه وحملوه ليسعفوه وينقذوه 
وما علموا أنهم  يحملون جسداً بلا روح فقد فارقت روحه الحياة لترتفع لباريها وخالقها 
[]..[] من الدروس ،،
وقفة إخوانه وأهله وحضورهم للمستشفى 
فوراً حين علموا الخبر لعلهم يسمعون منه كلمة وداع  تخفف حدة الخبر ولوعة الألم وتمسح الدمع المنسكب 
:::::/\:::::
يحدثني الأستاذ سالم الغامدي زميله في المدرسة منذ ١٣ سنة وقد أفادني ببعض الصفات والمواقف المشهودة له رحمه الله ومما  نقل لي ... 
١-- محبته للطلاب والمعلمين والإدارة وجميع العاملين وهم يبادلونه الحب والتقدير والإحترام 
وهو الذي يتصف بالأدب والأخلاق والطيبة والرحمة وحسن المعشر وأنه لطلاب كالأب الرحيم الحنون
لم (يغضب)على أحد أو(يغضب ) عليه أحد 
ويقولون هو لنا  كالأب أكثر من المعلم 
 ٢-- أنه بسيط في التعامل ولا يعرف التكلف والتصنع والمجاملة يعيش ببساطة يحبه من عرفه  ومن جالسه وجد الصفات الحسنة 
والكلمات الطيبة والنصائح الجميلة  ،،
٣-- عرف بالكرم والسخاء والعطاء يقول أي الأستاذ سالم طلب منه أحد الزملاء الإشتراك لقهوة المعلمين وهو لا يشاركهم فيها ولكنه فورا دفع  بلا تردد وقال هذه العبارة
        ( زملاؤنا  ليس فيهم  خسارة )
٤-- أنه يعطي الثقة لمن يعلم أولاده وهم معه في نفس المدرسة ولا يتدخل في طريقة تعليم أولاده  أو يسأل أو يتابع أو يتتبع بل يقول لأحد أبنائه يحثه على الإجتهاد 
 ( أنا معكم اليوم ولستُ معكم غداً )...
٥-- جديته في العمل وإخلاصه في أداء الواجب المكلف به وإحساسه بالأمانة والمسئولية لذا فهو أول من يحضر إلى المدرسة ويحضر للطابور المدرسي باستمرار إلا في هذا اليوم الذي توفي فيه فقد فقدوه في الإصطفاف الصباحي  على غير عادته وإذا هو قد تحامل على نفسه فما استطاع المشاركة 
في الطابور الأخير في سجل حياته وربما أعياه التعب والمشقة والعناء واكتفى بالتوقيع الأخير ،،،
فحضر هنا ( في المدرسة ) 
ولم 
يحضر هناك ( في الساحة ) 
مكان الطابور جائه أحد المعلمين وقال مداعباً له وينك يا بوماجد ماحضرت معنا فقال 
((( أنظر إلى البخاخات )))،،،

.... وبعد حديث الأستاذ سالم عن صفاته 
       نعود لنكمل الدروس والعبر ،،،،

؛؛!؛؛ من الدروس ،،
 كثرة الجموع التي صلّتْ على جنازته وشيعته وشهدت دفنه  وكثرة من حضر إلى أهله لأداء  العزاء والمواساة في فقيدهم البارّ الغالي  من الذين لم يتيسر لهم الصلاة عليه 
؛؛!؛؛ من الدروس ،،
أن رحيله سيحدث جرحاً في قلوب أهله ووالديه وأبنائه وبناته وزملائه وطلابه الذين درّسهم سابقاً ولا حقا فقد حضر الجميع وشارك الجميع حتى بعض من علّمهم  قبل ٣٠ سنة حضروا مصلين ومشيعين 
إنه ( العرفان ) والإعتراف بالفضل وأداء حق الأخوة 
{ حق المسلم على المسلم ست ...} فكيف وهو من علمهم القرآن 
يحدثني الأستاذ الزميل تركي الحربي من ثانوية الأندلس يقول ؛- درّسني قبل ٢٠ سنة أو ٢٥ سنة
في ابتدائية مصعب بن عمير وكان محبوباً مألوفاً  وفيا لطلابه جائنا زائرا في المرحلة المتوسطة  فاجتمع عليه الطلاب يسلمون ويرحبون وظننا أنه انتقل إلينا ليدرسنا هنا
وإني دائماً أذكره بالخير حتى تمنيتُ قبل أيام  أن أراه ولكن سمعتُ برحيله فحزنت عليه
!!!! من الدروس ،،
فضل تعليم القرآن وأن معلم القرآن ينال الخيرية باذن الله لحديث { خيركم من تعلم القرآن وعلمه } فهنيئا لمن قضى عُمُرا مديدا في تعليم القرآن حفظاً وتلاوة وتدبرا 
!!!! من الدروس ،،
تسابق رجال التعليم
•• مدير مكتب الشرق وزملاؤه  يزورونه  في المستشفى  ليطمئنوا عليه 
••• مدير التعليم وزملاؤه  يشهدون الصلاة عليه وتعزية أهله وأبنائه وإخوانه 
•••• ثم تفاعل وزير التعليم بتغريدته
 فكتبَ ( إنها رسالة عظيمة ) وقد  تابعها المغردون ....
وكذلك ما قدمه [ ،، المغردون والمغردات ،،] في تويتر وغيره من كلمات ودعوات مباركات لفقيد التعليم   فهد الحجي ...
ثم ما قيل فيه من عبارات وأبيات سطّرتها. أقلام محبيه 
وهذا كله يعتبر ( .... وقفة وفاء ... ) لمن مات في مقر عمله وهو يؤدي رسالته 

||•|| سيترك !! رحيله !! فراغاً كبيراً وأثراً بالغاً في مدرسته  [  هشام بن حكيم ] لأنهم ألفوا مكانه وسيذكرونه في كل زواياها 
▫️سيذكرون تلك الجسلة في غرفة المدرسين وطاولته التي عليه دفاتر الطلاب ستقبى هي وكرسيه الذي توفي عليه عالقة في نفوسهم 
▫️سيذكرون الفصل الذي  رحل عنه ١/١
 بل عن المدرسة كلها كلما مروا به أو وقفوا ببابه
▫️سيذكرون الذي يسبقهم إلى الصلاة ويبادر إلى حصته محباً لها ومجتهدا في أدائه مهنته ومهمته 

رحل أبو ماجد وقد ربى أجيالاً منهم المعلم والمهندس والطبيب والجندي والطيار والقاضي تاركاً بصمة في حياتهم وأثراً في مدرسته وفي مسيرة التعليم 
<><><>
هذه صفحة من صفحات[[  فقيد الكرسي ]]  
،، كرسي العلم والتعلم ،، كرسي المدرسة 
فهي مشاهد ومواقف ذات عبر وأحوال تذكر 
ستبقى ذكراً لأجيالنا يقتفون أثره
رحم الله الفقيد 
فهذه بعض أخلاقه ومآثره 
عرضناها ليقتدي به المعلمون والمتعلمون 
ولم نتعرض لصفحات بيته وتعامله مع أهله
ولم نتعرض لصفحات مسجده ......
ولم نأتي على سيرته وصفحات حياته فهي كتاب مليء ،، 

)•( قصة الوفاة ...
يرويها لي مباشرة الأستاذ سعد القحطاني 
يقول :- دخلنا مسرعين فرفعناه وحملناه إلى خارج الفصل 
وسمعته يقول ( بموت بموت لا إله إلا الله ) يرددها
وركبتُ معه في خلف سيارة الوكيل وأنا ألقنُه الشهادة طول الطريق ، وبدأت أنفاسه تضيق، 
ثم فاضت روحه قبل الوصول وعمل له الإنعاش والتأكد لعل وعسى ولكن .. أخبرنا الطبيب بوفاته فدخلت عليه وأخذت محفظته وأوراقه وجواله وخرجت من الغرفة 
فإذا بأقوى اتصال وهي والدته
  ( الوالدة تتصل ) وتعاود الإتصال ثم تعاود ... ثم اتصل رقم بدون  إسم فلم نرد عليه ولا عليها
ثم أخذنا رقم ابنه ماجد واتصلنا به وقلنا له الوالد تعبان تعال إلينا فأخبرناه بالتدريج 
فتلقى الخبر وأنزل الله عليه الطمأنينة والسكينة ...
وقلنا من الذي ممكن أن يأتي  من أعمامك 
قال ( عمي ناصر )،، فجاء العم الأول 
ثم الثاني ثم الثالث وكلهم نطقوا 
((  مات البار )) ولا أحد يعلم ماقاله الثاني 
والكل أجهش بالبكاء وهم يقابلون ( ماجد ) ويتلقون الخبر ... الحزين 
ثم حملوه إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الشميسي
▫️▫️ 
وأخبرني الأستاذ سعد أنه أول معلم يدخل المدرسة لأنه ينام بعد العشاء ثم بعد الفجر يتوجه للمدرسة 
 ثم أثنى عليه في صفاته ومنها العطف والرحمة والحنان وقال هو قريب من طلابه كالأب لهم وخاصة المحتاجين منهم يده سخية في فعل الخير 
ثم زاد وقال إنه قليل الكلام بشوشا متواضعاً سمحاً سهلاً لين الجانب
   وإن جلست معه { أسعدك } 
وقلت أخبرني كيف وضع طلابه الآن في فصله الوحيد  فقال أعطوا -إجازة في  هذا الأسبوع - 
وسألته ما قصة (( الرائحة الزكية ))
فقال والله العظيم الذي لا إله غيره أنني شممت رائحة عطرة في يدي وفي ملابسي ويوم رجعت له في غرفة العناية وجدتها فيه قوية ومركزة فناديت  زمينا مدرس الرياضة الأستاذ يوسف الشافعي 
فقال والله إني لأشمها وأخبرت إخوانه لعلها تكون من المبشرات 
وبعد ثلاثة أيام دخلت فصله وإني لأشمها أيضا خاصة في مكانه الذي رحل منه ،،،،

رحمك الله أباماجد وغفر الله لك وأسكنك جنته 
ورفع قدرك كما رفعت الجهل عن أبنائنا وعلمتهم القرآن والحكمة والبيان وأفسح الله لك في قبرك وثبتك عند السؤال وجمعنا بك في جنته ودار كرامته 
ورزق والديك وأهل بيتك واخوانك وأخواتك وأولادك ومعارفك وزملائك وطلابك الصبر والسلوان ...


::::: 
كتبه أحمد الخليف ،، معلم 
وعذراً لو أخفيت شيئا من حياة فقيدنا لأني 
والله لا أعرفه ولم ألتقي به يوما  ولكن تفاعلت مع
الحدث كما تفاعل غيري ،،،



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق