((( ،،، مات فارس الدعوة ،،، )))
تجمعت الجموع .. وسُكبت الدموع ..
واصطف المصلون في خضوع .. في صلاة ودعاء وخشوع ..
جنازة مشهودة ولعل ذلك عاجل بشرى المؤمن وأنتم شهداء الله في أرضه
شهدت الجموع الغفيرة جنازة
::: فقيد الدعوة
جائت محبة ووفاء للداعية الصالح الناصح
الشيخ صالح الحمودي ..
عٓلَمٌ في الدعوة طرق أبوابها وميادينها
وغشي مجالسها واعتلى منابرها
فهو فارسها
ما دعاه أحد لحضور مجلس أو جمعة شاب إلا (( ولبى الدعوة )) ،، خدمة للدين
ورغبة في هداية الحائرين
يوم كان الناس مهتمين بدنياهم كانت همته الدعوة
وإصلاح الناس وانقاذهم من الضلالة
ونقلهم إلى دروب الإستقامة يحترق هما
إذا رأى من ابتعد عن ربه من الشباب
:[]:
في أحد المخيمات الدعوية في الثمامة
كان يقف رحمه الله على الطريق العام ويقترب من الشباب في سيارتهم ويدعوهم للمخيم الدعوي التوعوي
وكانت وجهتهم إلى | المعصية | يحملون موادها وأدواتها معهم والسيارة ريحها يعجُّ بالدخان
وربما يركب معهم ويحادثهم بدعابة وبساطة وكأنه صاحبهم بل هو الأب الرحيم المشفق الشفيق عليهم يتقطع من أجل انقاذهم وردهم للصواب وفرحته تزاداد
إذا توجهوا للمخيم وتغمره الفرحة أكثر
إذا أقبلوا على ربهم وأحضروا مالديهم وأعلنوها توبة { لله },,
---//
كان آخر لقائي به ..
يوم زارنا في ديوانية الشيخ عبدالعزيز الوهيبي رحمه الله الشهر الماضي ولأول مرة يزورها منذ بدايتها وكأنها زيارة مودع ،،
ثم أجلسته عن يميني ...
وفي نهاية اللقاء طلبتُ منه مداخلة
فأوجز وأجاد وكأنها كلمة مودع ،،
ثم خرج معي وكنت أظنه سيسألني عن مسجدهم واجتماع أهل الحي
وإذا همته تتجاوز الحي فأوصاني بكلمتين
{ احرصوا على الشباب ضعوا برامج لهم في الحدائق واذهبوا إلى تجمعاتهم في الأحياء ...}
رحمه الله كانت الدعوة إلى الله تجري في دمه ...
::: هكذا تكون الهمة ،،،
رجل الدعوة منذ أن عرفته منذ ٢٧ سنة
واستضفته عام ١٤١١ في المدرسة وكان لقاء
مفيداً تأثر الطلاب بأسلوبه وترتيله الآيات
ثم استضفته مع الأخ الراحل فهد بن سعيد
رحمه الله وكان بصحبتهم الشيخ سليمان الجبيلان
ولعلها كانت بداية ارتباطهما وتعاونهما في طريق الدعوة ،
::: سيرته وصفاته ،،،
يتصف رحمه الله بصفات الداعية ومنها ..
[|].. يبذل من ماله وجاهه وجهده ووقته وفكره للدعوة
[|].. نحسبه والله حسيبه أنه يحب الخفاء لأعماله ولايتصدر المجلس إلا إذا طُلب منه
قدر مايستطيع رأيته يبتعد عن ( الأضواء )،،
[|].. كثير الصيام للنوافل يحدثني جارنا
يقول باستمرار كان يشاركنا مائدة الإفطار
مغرب كل خميس في جامع الإمام تركي
وإذا غاب علمنا أنه في سفر للدعوة
!!؛!! يتصف رحمه الله بالسماحة والبساطة
ولين الجانب لا يتكلف في مطعمه ومشربه
ومسكنه
ولا يكلف غيره يرضى بالقليل ويقبل الميسور
سهلاً سمحاً متواضعا يجلس حيث ينتهي به المجلس ،، ولا يحبّ أن يتمثل الناس له قياما
!!؛!! يجمع بين العزيمة والهمة والحرص والإصرار والمثابرة والمبادرة
!!؛!! يتمثل صفات الداعي بالأدب وحسن الترحاب والشكر والتقدير والإحترام والبشاشة
[[ يأسرك بإبتسامته ]]
!!؛!! بين الهدية والهداية
كما أنه محبا لهداية الناس ويسعى لذلك دوما
دونما ملل ولا كلل فهو يحب الهدية وقد شاهدته كثيرا وخاصة في جلسة الجيران يحرص في نهاية
كل جلسة على { تقديم بعض الهدايا }
!!؛!! عرف بالسخاء والكرم والبذل والعطاء
رأيته في دورية الجيران يحمل بنفسه القهوة والشاي وكثيرا ما يباشر الضيافة بيده ،،
!!؛!! القدرة على الإلقاء وحسن الأسلوب يشدّ سامعيه يخفض صوته ويرفع وبطريقة سلسة لا تمل حديثه وكثيرا تأتي معه الكلمات سجعا مرتبة تقول عندها ليته لا يسكت ،،
::():: كلماته وعباراته تدعو للمبادرة والإيجابية
يحث على التفاؤل ويدفع الهمم إلى القمم ويرفع المعنويات ويربط بالله ويؤكد على أهمية التوحيد
وتعظيم الله ويكرر كثيرا [ لا إله إلا الله ]
::():: مجلسه لا تملّه يخلط بين الفائدة والطرفة والدعابة مروراً بقصة ثم يختم بموعظة
بليغة من جالسه أحبّه وصاحبه
::():: يستجيب للدعوة في كل ميادينها
يلبي نداء من دعاه دون تردد أو تأخر كثير التنقل والترحال والأسفار
فتجده إما محاضراً أو مشاركاً في ندوة
أو يلقي كلمة أو تراه يقدم الإغاثة للمحتاجين
واللأجئين مع دعوتهم للهداية
فكم استفادت منه المساجد وستشهد له المجالس
((،،فالحياة عنده دعوة والدعوة عنده حياة ،،))
وممكن أن نصفه بــ( بالداعية المتنقل )
::::من المبشرات ،،،
|••| الإنتشار الكبير لخبر وفاته عبر وسائل التواصل وانتشار بعض المقاطع الدعوية له
وهذه المقاطع المنتشرة محاضرات وكلمات ومواقف دعوية ومشاهد إغاثية وما حصل بعدها من دعوات للشيخ بالرحمة والمغفرة
|••| هذه الجموع الكثيرة التي جائت وتوافدت
للصلاة عليه وتشييع جنازته وتقديم العزاء لأهله مما يهون مصيبة الفقد ولوعة الحزن
|••| الأعمال الختامية التي استعمله الله عليها
وقبض بسببها من أثر مرض ألم به في سفره الأخير وهناك أعمال لا يعلمها إلا الله
|••| ماكتب عنه وختم بدعوات مباركات طيبات
فهي خير يجريه الله له
::: من أقواله ،،،
{ هذه المجالس لا يشقى فيها الجالس }
{ نلتقي لنرتقي }
{ المهتدي منتصر }
{ كيف يعيش المهزوم ..
ومن هو في الغواية مهزوم
الذي ينظر إلى الحرام مهزوم .. الذي لا يصلي الفجر مهزوم }
{لستُ بشاعر .. ولكن عندي مشاعر تفيض بالحب لكم ... أحبكم في الله }
{ جئنا لنصيد الحيارى لا لنصيد الحبارى }
{ أعظم مشروع ... هو الهداية }
{ رايحين لربنا وما ندري متى بنغادر ...
قبل أن تغادر بادر }
إنها كلمة الوداع ومما عجبتُ منه المقطع الذي انتشر وهو يودعُ الناس على قارب الرحيل ويقول مردداً على القارب استودعكم الله
وكررها مراراً ،،، ويده تلوح ...
وداعاً يا أبا محمدٍ وداعاً وداعاً
سيفقدك والداك وأبناؤك وأهلك واخوانك وأخواتك
ومعارفك وأقاربك ومحبيك ومن اهتدى على يديك
سيفقدك ،،
مسجدك وجماعة المسجد ودورية (( الجيران ))
ودورية العائلة والمناسبات والجمعات الأسرية
ستفقدك ،، موائد الإفطار وسيفقدك المسكين والفقير والمحتاج
و ستفقدك مخيمات اللاجئين وأماكن المشردين
بل سيفقدك ،، من لقنتهم الشهادة واعتنقوا الإسلام ثم رحلت عنهم ورحلت عن دنياهم
سيفقدك ،، أصحابك والمقربون منك
وخاصة الخاصة
سيفقدك ،، الكرسي الذي تجلس عليه بجوار كرسي الشيخ الداعية سليمان الجبيلان
ستفقدك ،، المنابر والقنواة الفصائية والمخيمات الدعوية والجلسات والتجمعات الشبابية
ستفقدك الدور النسائية والحلقات القرآنية
التي كنت سنداً وعوناً لها ،،
ستفقدك المدارس والسجون التي طالما زرتها
رافعا لواء الدعوة وداعياً إلى الله فيها
ستفقدك الثمامة والكشتات وشواطيء البحار في شرق المملكة وغربها
كم من سجين سيفقد طلتك..
وكم من حائر سيفقد دعوتك..
سيفقدك العاصي في لججج المعاصي
وداعاً يافارس الدعوة
اللهم اغفر لعبدك الصالح الداعية صالح الحمودي
وارحمه وأسكنه الجنة واجعل قبره روضة من رياض الجنان اللهم أكرم نزله ووسع مدخله وغسله بالماء والثلج والبرد واجمعنا به في دار كرامتك
اللهم ارزق أهله ووالديه وأولاده وبناته وأصحابه الصبر والسلوان
:::
كتبتُ هذه السيرة والمآثر حتى به نقتدي وبالدعوة نرتقي لسلم الهمم ونشحذ العزائم
دعاة للخير وأن نذكره بخير ،،،
وختاماً أعزم على إخراج كتاب يجمع مواقف ومشاهد للشيخ في دعوته
فمن رغب المشاركة والمبادرة
فليرسل مالديه مكتوباً اسمه على المشاركة عبر الواتس