الأحد، 22 نوفمبر 2015

❄️•••• قصتي ،،، مع ،،، موضي


❗️⚪️❗️عندما تخرجُ إلى الحياة وترى الحنان  
والرحمة والبسمة ما ثلةً في شخص أمامك
ثم  تكبرُ  ويكبرُ  هو معك ،،
وترتحل تلك الذكريات ثم يرحل ويودعك وتبقى 
أطياف الذكريات كطيور  تحوم حولك لتسلي قلبك عن من (( رحل ))،،
هذه هي بداية قصة حياتي مع  ( موضي )
إبنة عمتي لطيفة رحمها الله  كانت معنا وأمامنا منذ الصغر
حضرتُ أيام زواجها ،،
      وعشتُ مشاهد وفاتها ،، 
كانت موضي رحمها الله جزءا من حياتنا 
ومن جميل الذكريات أنها تنام في بيتنا أياماً متتاليات وتزداد فرحتنا إذا إكتمل العقد 
بزيارة العمة وبناتها وجميع أبنائها تلك فرحة لا توصف ثم نبادلهم الزيارة فننتظر ذاك اليوم 
وهو بالنسبة لنا عيداً  ... نروح بيت عمتي ...
 ولا غرابة أن موضي تنام عندنا عدة أيام 
فهو بيتها الثاني ،، 
وكم سمعت منها عبارة بيت(خالي صالح)
ويزداد حبها لهذا البيت وجود ملكة البيت
 ( حويطة ) وهذا هو السرُّ الكبير الذي يجذب موضي لحويطة 
[[ بنتُ لطيفة ...تجذبُها... أمي لطيفة ]] 
كانت جلسات لا تنسى بنكهة السعادة
 ممزوجة بالضحكات والوناسة  
قد زينتها موضي في ضحكاتها  بطريقتها المعهودة 
تشعرك بجمال السواليف وروعة المواقف وأنس الحديث 
فكنا والله نتسابق لهذه الجلسات الجميلة 
ونحن صغاراً  وكبرنا وازداد شوقنا لها 
أي للجلسات  نحرص على الحضور إذا وجدت موضي ويزداد شوقنا إذا قالوا أنّ  معها
{{ أسماء }} أشعر أن الجلسة الجميلة وستزداد جمالاً بوجود أسماء .....  أسماء الوفاء
 و العطاء ..
 وهذه الجلسات الظريفة اللطيفة 
كالمحطات تخفف عنا هموم 
الدنيا وضغط المشكلات 
▫️ موضي ...
لعلّ لها من اسمها نصيب فموضي هو من الضوء
وهو ساطع النور وقيل مأخوذ من السير والعزيمة
وأظن أنّ موضي كذلك من  ؛؛ اسمها له معنى ؛؛ 
ولها من إسمها نصيب ،
▫️ موضي ...
بالنسبة لنا  تعني الشي الكثير 
فهي الأخت الكبرى وهي الأم الأخرى
وهي الصديقة.. الوفية لأمنا لطيفة  وهي القريبة 
بيننا وبينها 
( قرابةَ ) رحم فهي إبنة العمة الغالية والأم الحانية رحمها الله .. 
وهي أخت الوالد حفظه الله من الرضاعة لذا هي !!! عمة وإبنة عمة !!!
وبيننا وبينها 
( قرابةَ ) مشاعر بارتباطنا بها فلا تكاد تمرّ أيام إلا  ونلتقي بها ونأنس بمجلسها وحديثها 
صفات جميلة و خصال عظيمة وهبها الله إياها فهذه بعض الصفات لها،، وماتميزت به،،
أولا ::: الضحكة التي
    لا تفارقها والإبتسامة التي تلازمها
ثانيا ::: الطيبة والبساطة والعفوية والسماحة ولين الجانب
ثالثا ::: الرحمة والعطف واللطف والشفقة والحنان والرأفة
رابعا ::: الإحترام والإهتمام والسؤال عنك وعن من حولك ...
يعني توليك اهتماما واحتراما بالقيام لك قبل أن تصل إليها مسلّماً  ثم بتخصيص الحديث لك ...  إنه التواضع  
 ،، ثمّ  تفتح معك ملف ،، السواليف  ،، وتشعرك باحترامك حيث بدأت معك بخلق الإحترام واقتربت منك لتباسطك الأحاديث 
خامسا ::: صلة الرحم والتزاور والقيام بالواجب من إجابة  الدعوات وزيارة المرضى والتواصل مع قريباتها وصديقاتها ونساء جيرانها   بالمهاتفة إذا تعذرت الزيارة ...
وربما أنها أخذت من عمتي رحمها الله ومن إخوانها ناصر وسعد وحمد حفظهم الله هذه الصفة البارزة التواصل والتزاور والروح الإجتماعية التي يملكونها ،،،
يحدثني الشيخ محمد بن سعد الرويشد قائلاً 
 إنها كانت تأتي لزيارتنا وهي صغيرة مع والدتها ...

سادسا ::: إدخال السرور على  قلوب الصغار وتفريحهم  بالهدية والكلمة الطيبة 

سابعا ::: تقديم  النصايح 
كثيرا ما تسمعني الفوائد والفرائد من الحكم والأقوال
والتوجيهات والتعليمات فهي عندي بمثابة تغريدات قصيرة ذات معاني كبيرة ،،، وتثري الجلسة بطرح سؤال فقهي حتى يكون النقاش فيه 

ثامنا ::: تُظهر المحاسن والشيء الجميل لدى الآخرين
وخاصة مع أهل زوجها وخالتها -رحمها الله- وزوجها وأهل بيتها من الأولاد والبنات  بمعنى أقرب الناس لها لا تذكرهم إلا بخير وقد سمعتُ ذلك منها كثيراً ،،،
تاسعا ::: كثيرة الذكر والطاعة وقيام الليل والوتر وتلاوة القرآن وصيام النوافل والصدقة وحب المساكين وأذكر أن أختي نورة كانت تقوم 
على كسوة شتوية للعمالة فاذا علمت رحمها الله فورا تفتح محفظتها وتخرج مافيها دون تردد {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون }
عاشرا ::: حسن الخلق مع حسن الحديث وفن في صياغة الخبر وترتيب  الكلمات وتصفيفها فلا تملّ حديثها 
تذكرني بِحْكَيّات عمتي ( لطيفة )... فاجتمع لها مع حسن العرض للحديث حسن الإستماع فهي مستمعة فلا تملّ حديثك ولا تملّ حديثها وهذا السرّ ... في طول السهرة مع الوالدة 
والتي تمتد إلى الواحدة ليلاً بينما الناس كانت سهرتهم إلى العاشرة وهاك ياضحكات وتعليقات
كم نَحْنُ نَحِنُ لتلك الذكريات ،،  كانت أيام بسيطة 
والحياة فيها أجمل  ماتكون 

▫️ حبٌ تَجَذّرْ
من أراد أن يقتلع شجرة من جذورها يكون الإقتلاع 
صعب للغاية ومثله حين تنتزع من قلبك محبّة من تُحبّ 
يكون الأمر أصعب 
 فمحبة عمتنا موضي قد نمت جذورها في أرض  القرابة التي سقيت بماء الوفاء فالفقد عظيم 
 نعم .. لقد فقدناك ياموضي وفقدنا قبلك 
صديقتك الحميمة الحبيبة الوفية { أمي } 
لإرتباطكما ببعض فكل واحدة منكما تذكرنا بالثانية
فمن صور الأرتباط 
يومَ  دخلت موضي الجوهرية   في مصلى النساء في جامع الملك خالد قبيل الصلاة على الوالدة فقط بمجرد  
أن رأوا [ طّلت موضي ] أجهشوا بالبكاء مرّة  ثانية  وعادوا إليه بعد أن توقفوا ,,
ومن صور هذا الإرتباط أن الوالدة لا تهنأ إذا قررنا  الإجتماع  العائلي  في استراحة أو  في مخيم  حتى تشاركنا { موضي } ...ولو اعتذرت يظهر  على محيا الوالدة وسرورها وانبساطها وسمعتها تقول  
( ما هناني أو تقول ما تهنيت )
ومن صور الإرتباط  ما أخبرتني به أختي نوال أنها على تواصل مع ( موضي ) خاصة بالمهاتفة تقول يوميا  تكلمني بالهاتف ،،،  
فقلت لها هذه عادتها مع ( أمي ) يوميا يكلمون بعض ... 

▫️ وداعاً ياموضي ..
حقاً إنها صفحات من كتاب تسطرها أقلام
الوفاء والعطاء والسخاء بمحبرة الخلق والأدب 
يعجز القلم أن يكتب كل شيء ولكن تبقى بعض المواقف العالقة بالذهن عن 
 ( الفقيدة )،، نتسلى بها 
ونخفف لوعة الحزن ،، 
() من المواقف ....
كنت بجوارها يوما وكان بيدها خاتم التسبيح
وقالت إني أصل إلى رقم ٦٠ ألف استغفار وربما أزيد 
وأنا  لا أشعر ،،، 

() من المواقف ....
كنت راجعا من سفر ونظرت إلى من  خلفي فإذا هي موضي  في نفس الرحلة ففرحتُ وقلتُ 
(( ،،، نعم الصاحب في السفر،،، ))

() من المواقف ....
دخلت بيت الوالد فإذا حدثٌ  ما   قد وقع وهو مرور حرامي قد تعرض للصغار عند الباب وكاد أن يسرق مابي أيديهم. ،،،.
وإذا الجميع يتناقل قصيدة كتبتها أختي نورة 
تصف هذا الحدث وفي مطلعها 
ليلة خميس قبل  المغربية  
          جتنا  موضي الجوهرية
.................  

وهي قصيدة لطيفة ظريفة أصبحت موضي 
تقولها في مجالس قريباتها وحفظتها كاملة 
 
() من المواقف ....
كنا في بيت أختي نوال في العشر الأخيرة من رمضان ومعنا الوالدة الله يرحمهم جميعا وفجأة 
احترق بيت الجيران وقمنا فزعين لإنقاذ العائلة
وكانت [[ أم خالد ]] مطمئنة مع هذا الحدث ،،،

() من المواقف ....
كنا في مخيم طريق القصيم وجائتنا رياح قوية
ما رأيت مثلها وركبنا السيارات وكانت ساعة عصيبة شديدة مخيفة وكانت [[ أم خالد ]] معي في السيارة فرأيت منها الدعاء  والثبات والطمأنية ،،

هذه بعض المواقف في حياتها وهي قليل من كثير ،،
وسلسلة المواقف والمشاهد تستمر حتى قرب رحيلها
[..] فمن المشاهد ...
كان بجواري العم سعد الجوهر وهو يطلُّ على قبرها حال الدفن قبل أن يحثوا عليها التراب وهو يلقي آخر نظرة للوداع  ثم .......... 
[..] من المشاهد ...
جلست مع ابنها البار خالد فكان يحدثني عنها 
ويقول كانت علينا بركة والله إننا نشعر بدعائها في 
حياتنا ثم قال كلمة كبيرة 
أن أختي ( خلود ) هي مكان أمي 
        ولم يتمالك نفسه  حتى ...........
[..] من المشاهد ...
تعرفت على زوج إبنتها نوره وهو الدكتور 
[ ريان ] 
وذكر شيئا من محاسنها وصفاتها ومآثرها 
ثم يقول كل ذلك وأنا كثير الغياب عنها بحكم 
تغربي في السفر خارج المملكة للدراسة 
فأنتم شهود الله في أرضه ..
[..] من المشاهد ...
زرتها في المستشفى ورأيت برّ بناتها بها وهي 
لا تشعر ويكلمونها وكأنها تشعر....
تقول إحداهن 
قومي يا أمي سلمي على أهلك شوفيهم ........
فتأمّلتُ وقلتُ في نفسي
         ( نحن أهلك ياموضي )،، 

!!! من المبشرات ...
مما يطمئن القلب ويخفف لوعة الفقد 
أن الله مهْد لموتها بمرضها حتى لا يكون وقع الحدث شديد على محبيها
ثم ما في المرض من رفعة للدرجات وطهارة
ونوراً ،، وذكرني ذلك بأخيها عصام 
تقدّمت وفاته ورحيله بالمرض الذي ألمّ به ومثلها  والدتها عمتي بقيت سنوات طويلة  فرحمهم الله وأسكنهم جنته ،،،
!!! ومن المبشرات ...
هذه الجموع التي جائت للصلاة عليها وعلى من معها
١٣ جنازة  نرجوا أن يكون خيرا لها ولهم حتى إن البعض صلّى خارج   الجامع ،، 

!!! ومن المبشرات ...
كثرة المعزين وكثرة الباكين  عليها  من قريباتها وصديقاتها وجيرانها ومعارفها 
ولعل ذلك عاجل بشرى المؤمن ،،

❗️وصية ...
أوصي أهل بيتها بأن يأخذوا بوصاياها ويقتفوا أثرها ويخطوا خطاها 
وأوصيهم  بالصبر والإحتساب وترك البكاء ،،
والعمل على ماينفع الميت وهو الدعاء ،، والإكثار منه  
والقيام بأعمال البر المتعددة  التي تنفعه مثل الصدقات  ونحوها من أنواع البر التي يصل ثوابها للميت
كالأوقاف وبناء المساجد وسقيا الماء وتفطير الصوام  وغيرها 

 
❗️رحمك الله ياموضي ،،،
ودعناك وودعنا معك البشاشة
        وجلسات السمر وحسن المعشر
اللهم اجمعنا بها في دار كرامتك ومستقر رحمتك
اللهم ثبتها عند السؤال وافتح لها من أبواب الجنان

---- 
كتب  القصة أحمد بن صالح الخليف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق